مغني الراب "ديدي" يُحاكم اليوم بتهم تشمل الاتجار بالبشر في نيويورك

مغني الراب "ديدي" يُحاكم اليوم بتهم تشمل الاتجار بالبشر في نيويورك
مغني الراب "ديدي"

يَمثُل مغني الراب الأميركي الشهير شون "ديدي" كومز، اليوم الاثنين، أمام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن بمدينة نيويورك، لمواجهة سلسلة من التهم الخطيرة تتعلق بالاتجار بالبشر لأغراض جنسية والعنف الجنسي والخطف والفساد، ضمن واحدة من أبرز المحاكمات التي تشهدها الولايات المتحدة هذا العام.

واتهم المدعي العام الفيدرالي في نيويورك، المنتج الموسيقي البالغ من العمر 55 عامًا، باستخدام إمبراطوريته الموسيقية كغطاء لمنظومة عنف واستغلال شديدة التنظيم، تضم ممارسات وصفت بأنها تقترب من نهج العصابات المنظمة، عبر تجنيد النساء في علاقات جنسية تحت التهديد، وتوثيق هذه الممارسات المصورة، وفق وكالة "فرانس برس". 

وأشارت لائحة الاتهام إلى وجود متواطئين لم يُكشف عن أسمائهم، في حين يُعد كومز المتهم الرئيسي والوحيد.

ويواجه كومز، مؤسس شركة "باد بوي ريكوردز" وأحد أبرز وجوه الهيب هوب في التسعينيات، احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ويقبع في الحبس الاحتياطي منذ ثمانية أشهر، كما يواجه أكثر من مئة دعوى مدنية تقدّم بها رجال ونساء، تتعلق بالاعتداء والعنف الجنسي على مدى عقدين.

أجواء من الانحراف

وتسلط لائحة الاتهام الضوء على ما يسمى بـ"فريك-أوفس" (freak-offs)، وهي حفلات جنسية مصحوبة بتعاطي المخدرات، أُجبرت فيها نساء على إقامة علاقات طويلة مع عمال في مجال الجنس، في إطار علاقات كانت تُقدَّم على أنها طوعية، لكنها انطوت على تهديدات وعنف موثَّق بالفيديو.

ورغم هذه الاتهامات الخطيرة، يصرّ كومز –المعروف أيضًا بأسماء "باف دادي" و"بي. ديدي"– على براءته، مؤكدًا أن جميع علاقاته الجنسية كانت بالتراضي، بحسب محاميه مارك أغنيفيلو. وقد رفض صفقة إقرار بالذنب عرضتها عليه النيابة، لم يُفصح عن تفاصيلها.

وتُنتظر شهادة المغنية كاسي، الحبيبة السابقة لكومز، والتي كانت قد رفعت دعوى عام 2023 تتهمه بالاغتصاب والعنف المتكرر خلال أكثر من عشر سنوات. 

وتداولت شبكة CNN مقطع فيديو التقطته كاميرات فندق في لوس أنجلوس، يظهر فيه كومز وهو يعتدي بالضرب على كاسي عام 2016. ورغم تسوية الدعوى خارج المحكمة، كانت تلك الواقعة الشرارة التي أطلقت سلسلة من الشكاوى الأخرى ضده.

نهاية هالة القوة؟

وكان كومز أحد رموز الهيب هوب في الساحل الشرقي الأميركي، وصديقًا مقربًا لنجوم بارزين أمثال "ذي نوتوريوس بي.آي.جي" الذي اغتيل في 1997، واستطاع ترسيخ مكانته رغم سمعته المثيرة للجدل، إلا أن محاكمته تتزامن هذه المرة مع حفل "ميت غالا" المرموق، والذي شارك فيه العام الماضي، ما يُبرز المفارقة بين المجد السابق والمصير القانوني المنتظر.

وترى الناشطة النسوية كارولاين هيلدمان، المؤسسة المشاركة في منظمة "ساوند أوف كواليشن"، أن هذه المحاكمة قد تفتح الباب لتصحيح التجاهل الذي حظي به قطاع الموسيقى من موجة "مي تو"، مشيرة إلى أن النجوم غالبًا ما يتجاوزون الخطوط الحمراء بسبب الشهرة والسلطة التي تجعلهم يظنون أنهم فوق القانون.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية